لائحة معارضة موحَّدة بالشوف-عاليه: التواضع شرط الفوز
كتب وليد حسين في المدن: من ضمن الدوائر التي كان للقوى المعارضة حظوظ بالفوز في الانتخابات النيابية الماضية، كانت دائرة الشوف عاليه. حينها خاض المعارضون لأحزاب السلطة الانتخابات بلائحتين. وتبين بعد فرز النتائج أن توحّد تلك القوى كان من شأنه خرق لائحتي السلطة، التي تزعّم إحداها الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات والأخرى التيار الوطني الحر. علماً أن حزب الكتائب خاض الانتخابات في تلك الدائرة على لائحة ثالثة. بينما هناك مداولات اليوم بأن يدعم الكتائب لائحة المعارضة في حال تم التوصل لاتفاق نهائي بين المجموعات والأحزاب في المنطقة.
منافسة حقيقية
من حسنات الانتخابات الفائتة أنها أظهرت أحجام القوى التي ستخوض المعركة في الاستحقاق المقبل. ووفق معلومات "المدن"، بدأت المجموعات والقوى المعارضة لأحزاب السلطة، التشاور لخوض المعركة في لائحة موحدة، وسط تقديرات بخرق لوائح السلطة بمقعد أو إثنين، خصوصاً في حال تلقت اللائحة دعم جميع القوى، التي تريد الخلاص من تركة أحزاب السلطة هناك.
ثمة قناعة عند الجميع بأن تشكيل لائحة معارضة لا تضم وجوه حزبية، من شأنها خوض الانتخابات بمنافسة حقيقية على المقاعد، وخصوصاً المسيحية والسنية، في ظل تضعضع تيار المستقبل، وتراجع شعبية التيار الوطني الحر، والتململ الدرزي داخل الحزب التقدمي الاشتراكي.
الانتخابات السابقة
في الانتخابات السابقة خاضت مجموعة "لحقي"، الحديثة العهد آنذاك، الانتخابات ضمن لوائح كلنا وطني، المدعومة من حزب سبعة، وحصلت على نحو عشرة آلاف صوت، وكذلك لائحة "مدنية" التي تصدرها المرشح مارك ضو، أحد مؤسسي حزب تقدم لاحقاً، وحصلت على نحو 3 الاف صوت. أي كان بإمكان القوى التي دعمت اللائحتين الحصول على مقعد فيما لو خاضتا الانتخابات بلائحة واحدة. علماً أن حزب الكتائب كان مرشحاً على لائحة ثالثة، إلى جانب الوطنيين الأحرار وحازت على نحو 5 آلاف صوت.
تواضع الجميع
معرفة هذه القوى المعارضة أحجامها وإمكانياتها يسهل التحالف الانتخابي للمنافسة في هذه الدائرة، كما يقول المطلعون على النقاشات الدائرة هناك. ويوجد توافق مبدئي على عدم خوض الحزب الشيوعي وحزب الكتائب المعركة بمرشحين حزبيين، بل دعم المرشحين المستقلين الذين يجري العمل على انتقائهم لتشكيل لائحة معارضة في الدائرة. وهذا يسهل التوافق هناك، خصوصاً في ظل وجود رفض بين المجموعات لترشيح الأحزاب أشخاص حزبيين قد يعرقلون التوافق. فكلا الحزبين لهما أصوات في الدائرة لا تؤهل أي منهما المنافسة على أي مقعد، بل يمكن تجييرها لصالح لائحة واحدة تضم أشخاصاً مستقلين.
مقاعد الدائرة
تضم الدائرة الكبرى للشوف عاليه 13 مقعداً نيابياً، خمسة مقاعد في عاليه (مقعدان درزيان ومقعدان مارونيان ومقعد أرثوذكسي) وثمانية مقاعد في الشوف (ثلاثة مقاعد مارونية ومقعدان درزيان ومقعدان سنيان ومقعد كاثوليكي). والمنافسة في الدائرة تكون على المقاعد المارونية، حيث فاز النائب فريد البستاني بنحو 2600 صوت (لائحة التيار الوطني الحر) على المرشح ناجي البستاني (لائحة الاشتراكي)، الذي نال أكثر من خمسة آلاف صوت.
مرشحة توافقية للشوف
المجموعات تعرف أحجامها وقوتها التجييرية بالأصوات، بعد تجربة العام 2018. واقعياً لا يوجد منافسة بين مجموعة لحقي ومرشحها عن المقعد الدرزي في الشوف ماهر أبو شقرا، وحزب تقدم ومرشحه عن المقعد الدرزي في عاليه مارك ضو. بمعنى آخر لا يوجد تنافس على تحصيل الأصوات التفضيلية، التي تحتسب على مستوى الدائرة الصغرى. ولا مصلحة أو قدرة للحزب الشيوعي وحزب الكتائب بالتنافس أيضاً. هذا فضلاً عن أن الجميع مقتنع بأن المنافسة في تلك الدائرة محصورة بالمقاعد المسيحية، وتحديداً المارونية، وبالأخص في الشوف، حيث يوجد ثلاثة مقاعد مارونية، على أي حزب توزيع أصواته عليها، ما يجعلها ضعيفة وسهلة الاختراق. وتتداول المجموعات باسم الدكتورة في الجامعة الأميركية في بيروت نجاة صليبا للترشح على المقعد الماروني في الشوف، لتكون المرشحة الأساسية التوافقية للائحة، نظراً لإمكانية الخرق بمقعد ماروني في الدائرة الصغرى.
دعم سني
التوصل إلى تشكيل لائحة موحدة معارضة سيمكنها من تجميع أصوات جميع المستقلين وتلقي الدعم المالي واللوجستي من منظمة "كلنا إرادة"، التي تعمل على دعم القوى البديلة عن أحزاب السلطة. هذا فضلاً عن دعم غير مباشر من المجموعات التي تدور في فلك بهاء الحريري، الساعي إلى الحلول مكان تيار المستقبل. فتضعضع الساحة السنية في هذه الدائرة، وتوزع الولاءات فيها بين المستقبل والاشتراكي والجماعة الإسلامية وبهاء الحريري، ستفضي إلى عدم ترشيح الأخير مرشحين تابعين له، رغم افتتاح مركز له في المنطقة. بل سيفضل الحريري دعم لائحة مستقلة توافقية تضم كل القوى المعارضة. أي لن يخرج عن الجو التوافقي لقوى المعارضة في حال توحدت في لائحة، كما تؤكد أو
ساطه لـ"المدن".
المداولات بين المجموعات قائمة وما زالت في بداية الطريق، لأن هناك قناعة بأن الانتخابات قد لا تحصل. لكن الكل مقتنع بضرورة خوض الانتخابات في هذه الدائرة بلائحة تضم جميع القوى المعارضة بمرشحين مستقلين وغير حزبيين. وستتبلور الأمور في الأسابيع المقبلة بشكل أفضل، كما تؤكد المصادر.