لو تكشفون برامجكم الانتخابية وتفتحون "أوكاركم" للكاميرات... "بِيْكُون أفضل"!
كتب أنطون الفتى في وكالة "أخبار اليوم":
حبّذا لو يتهافت المسؤولون في بلادنا الى عقد مؤتمرات صحافية، يتسابقون فيها على عرض مشاريعهم الانتخابية، التي تبيّن لنا كيف سيعملون بعد الانتخابات النيابية، من أجل فكّ الحصار عن لبنان، وانتشاله من الانهيار سريعاً، ووقف الأزمة المعيشية القاتِلَة بسرعة أيضاً.
"تنكيش"
وحبّذا لو أن المؤتمرات الصّحافية التي "أمطرت" علينا مؤخّراً، حدّثتنا عن كيفية العمل على محاربة "الأسواق السوداء"، و"قطع رزقة" العاملين فيها، الذين يعتاشون من المال الحرام، وذلك بدلاً من "نبش قبور" شخصيات إقليمية، ساهمت باستجلاب الحصار على لبنان، كما بدلاً من "تنكيش" ملفات فساد تشارَكَ "المنكّشون" خلال السنوات السابقة فيها، "سوا سوا"، انتفاعاً وصمتاً وتغطيةً، واحتراماً لخطوط حمراء، لا تزال مُرسَّمَة في ما بينهم حتى الساعة، رغم كل ما يتبادلون تراشقه.
"سوداء"
هؤلاء كلّهم منظومة واحدة، بألبسة مختلفة، وألسنة مختلفة، وطوائف ومذاهب مختلفة. فحبّذا لو تدخل كاميرات وسائل الإعلام الى منازلهم، ومقرّاتهم، لأيام معدودة فقط، لتكشف للناس أنه لا ينقصهم، لا دقيقة كهرباء، ولا دقيقة تدفئة في الشتاء، أو تبريد في الصيف، أو حبّة دواء، ولتكشف لنا ما في برّاداتهم، فيما هم يتركون الناس "عالحصيرة"، ويضحكون عليهم بشَحْن سياسي كثير، يفيدهم هم، وينمّي مصالحهم ومشاريعهم المحلية والإقليمية، وأرباحهم "السوداء".
لا تنتظروا
لفت الوزير السابق رشيد درباس الى أن "الانهيار الحاصل في البلد هو انهيار مُبَرْمَج، والمتراشِقُون هم حرّاسه. وبالتالي، لا يُمكن أن نطلب من حارس الانهيار أن يوقفه".
ودعا في حديث لوكالة "أخبار اليوم" لـ "النّظر الى سياساتهم، من كيدية، وتعطيل آلية عمل الدولة. فهُم جعلوا الاستحقاقات الدستورية مثل مواعيد الليل والنهار، وتبدُّل الفصول. كما أنهم يتلاعبون بالدولة مثل من يتلاعب بقانون الطبيعة، فيوقِفون حركة الليل والنهار، وتعاقُب الفصول، ويعطّلون المؤسّسات، ويحوّلونها الى "دوقيّات". فهؤلاء كلّهم لا تنتظروا منهم شيئاً".
يلعب بالخطر
ولفت درباس الى "أننا وصلنا الى ما وصلنا إليه بسببهم. فالبلد يعيش، ومنذ ما قبل الحصار، عيشة مُخالِفَة للطبيعة، لأن نمط الأداء السياسي الذي كانوا يتبعونه، يؤدي الى انهيار الدولة".
وأضاف:"حالياً، يحاول كل واحد منهم إلقاء الذّنب على الآخر، ليتنصّل ممّا فعله هو. ولكن هؤلاء كلّهم شركة واحدة. وفي "عزّ الحَشْرَة" الحالية أيضاً، يخرج علينا من يلعب بالخطر، بدءاً من وحدة البلد، وصولاً الى الطائفيّة. ويحزننا أن نقولها، وبصراحة، أن لا حلّ داخلياً للبنان".
أكثرية
وأشار درباس الى أنه "من الأفضل للقوى المتضرّرة من المشروع الإيراني أن تستجمع صفوفها، تمهيداً لإرساء توازن مع "حزب الله"، وتسهيلاً للوصول الى تفاهم. وبخلاف ذلك، سيُستورَد التفاهم من الخارج، وسيُفرَض علينا فرضاً".
وختم:"الإنتخابات النيابية ستشكّل فارقاً مُغايِراً لما يُظهره البعض. فهي لن تقلب الوضع من حالة الى أخرى، ولكنّها إذا أفرزت أكثرية مُناهِضَة للفريق المُتحالِف مع إيران، ستؤسّس لإرباكه، وستحضّه على الدخول في مفاوضات حول الوضع اللبناني، انطلاقاً من صناديق اقتراع شعبي تقول إن الأكثرية اللبنانية لا توافق على الوضع الحالي في البلد".