مرشح؟ إتصل بنا
مجد حرب بلائحة الكتائب-معوض للإطاحة بباسيل

مجد حرب بلائحة الكتائب-معوض للإطاحة بباسيل

كتبت جنى الدهيبي في المدن:

مع اقتراب إقفال باب الترشيحات للانتخابات البرلمانية في آذار المقبل، بدأ يكتمل المشهد الانتخابي في دائرة الشمال الثالثة. ومن المتوقع أن تشهد الدائرة أشرس المعارك السياسية، ليس لأهميتها على مستوى الانتخابات الرئاسية فحسب، بل لأن اللوائح المطروحة فيها حتى الآن، يجمعها هدف واحد ضد خصم مشترك: الإطاحة برئيس التيار العوني جبران باسيل.  

وهذا الهدف، تغلّفه القوى المسيحية الحزبية والمعارضة، بعنوان "استرداد السيادة". وهذا قد يبرر مساعي باسيل غير المباشرة لكسب ودّ خصمه وحليف حليفه حزب الله، زعيم تيار المردة سليمان فرنجية. فيما يرجح كثيرون أن المواءمة بين هذين الخصمين، باسيل وفرنجية، لن تكون سهلة أبدًا، حتى على حزب الله، على أبواب الانتخابات الرئاسية المرتقبة في تشرين الأول المقبل.  

معركة معوض  
وفي هذا الوقت، يستعد نائب زغرتا ميشال معوض لخوض الانتخابات البرلمانية كخصم للتيار العوني، بعد تركه كتلته وتحالفه معه في انتخابات 2018. والمفارقة في هذا الموسم، هو سعي معوض لحمل شعارات 14 آذار، بتحالفه مع حزب "الكتائب اللبنانية"، ما يجعل منه خصمًا مقلقًا لحزب القوات اللبنانية -وإن لم يعترف بذلك- وهو الذي يقدم نفسه مدافعًا أولًا ومطلقًا عن "السيادة" في لبنان.  

وحتى الآن، لم تكتمل لائحة معوض بشكل علني ورسمي في مقاعد الدائرة، في زغرتا وبشري والكورة والبترون. ولعل أهم "المكاسب" التي حققها، هو انضام مجد بطرس حرب إلى اللائحته مرشحًا عن المقعد الماروني في البترون، وإعلان حزب الكتائب اللبنانية دعمه لمرشح مستقل، ودعم لائحة معوض، بدل رئيس إقليم البترون في الكتائب النائب السابق ​سامر سعادة​. وهذا ما أثار سجالًا حزبيًا داخليًا، وضعه سامي الجميل في إطار "ضرورة استيعاب خطورة المعركة". غير أن سعادة استقال من رئاسة الإقليم قبل أيام، معتبرًا تبني ترشيح حرب قرارًا تدميريًا، ويشكل انقلابًا على مبادئ الحزب.  

حرب: معركتنا ضد مشروع باسيل  
وفي حديث إلى "المدن"، يعتبر مجد حرب نجل النائب السابق بطرس حرب، أن الاجتماعات مستمرة مع النائب ميشال معوض، وهناك تحالف نهائي مع حزب الكتائب ويرفض الدخول في خلافاته الداخلية، لافتًا إلى أن التفاوض والنقاش مستمران حتى نضوج لائحة مكتملة في الأسابيع المقبلة.  

وحرب محام ومتخصص في العلوم السياسية ومكافحة الجرائم المالية. ويعتبر أنه ترشح بعدما ثبت أن القوانين لا تطبق في لبنان، والتشريعات ضعيفة، والنواب لا يتصدرون الخط الأمامي دفاعًا عن القوانين، ولمراقبة عمل السلطة التنفيذية.  

وقال: "ثمة دور يجب أن ألعبه من خلال خبرتي القانونية، وما جمعني مع الكتائب هو مبادئ أساسية، ومسارها في السنوات الماضية كان مشجعًا للتعامل معها". ويعترف حرب أن المعركة في البترون صعبة للغاية، "خصوصًا أن التيار العوني خصمنا السياسي، ومعركتنا ضد مشروعه، ولا نتفق معه إطلاقًا لا وطنيًا لجهة توفيره غطاءً كبيراً لحزب الله، ولا على مستوى البترون".  

حرب والبترون  
ويشير حرب إلى أنه سيتوجه إلى أهالي البترون تحت عنوان "جاهزين"، بمشروع واضح مبني على مبادئ السيادة وآلية المحاسبة، وضرورة تعزيز دور البرلمان بتشريع قوانين تخدم الناس، "وسنخاطب شؤون أهالي البترون إنمائيًا وبيئيًا وفي اللامركزية".  

ويعتبر حرب أن المزاج الشعبي والسياسي في البترون يتبدل، وأن الانتخابات ستثبت ذلك، "لأن أهالي البترون لديهم وعي سياسي ويدركون معنى المحاسبة على التحالفات والمواقف والمشاريع". وقال: "هدفي الوقوف إلى جانب أهل البترون على طريق بناء دولة تقوم الخدمات، لا على طريق التنفيعات الشخصية التي تهدف لشراء أصوات الناس".  

ويصف حرب المعركة الانتخابية مع "القوات" بالمنافسة الديموقراطية، ويأسف لجهة عدم التمكن من الوصول إلى تفاهم مع لائحة "شمالنا"، رغم تقاطعات العناوين بينهم، على حد قوله.  

عبد المسيح في الكورة  
وفي سياق توجه المرشحين لإعلان ترشحياتهم تباعًا على لائحة معوض شمالًا كمستقلين، يستعد المهندس أديب عبد المسيح السبت 19 شباط، لإعلان ترشحه رسميًا على اللائحة.  

ويعتبر عبد المسيح في حديث إلى "المدن" أن ما يميز لائحة معوض "هو التعددية والانفتاح وغياب المنطق الالغائي". وقال إن العنوان الأساسي للمعركة هو "استرداد السيادة ومحاربة المنظومة التي أفقرت الناس، وعلى رأسها التيار العوني".  

ويأسف، مثل حرب، لعدم التوافق مع لائحة "شمالنا"، لكنه يصوب عليها قائلًا: "حتى لو اتفقنا على العناوين الوطنية، نرفض منطق فحص الدم، لأنه يمكن أن نلغي جميع من كان لهم تاريخ في الحياة السياسية، بحجمة المعارضة، وإلا يتناقض ذلك مع المنطق الديمقراطي".  

وقال إنهم اطلعوا على بعض الاحصاءات التي تفيد أن لائحة معوض يمكنها كسب حاصلين على الأقل في الانتخابات.  

إذًا، تستعر المعركة الانتخابية في دائرة الشمال الثالثة، وهي حتى الآن بين لوائح باسيل، القوات، معوض، المردة والمعارضة. ويعتبر كثيرون أن تعدد مروحة خصوم باسيل لا يلغي طبيعة المعارك الطاحنة التي ستدور بين باقي اللوائح التي تستنسخ العناوين السيادية، وحتى ضمن اللائحة الواحدة، في أقضية مسيحية تنظر القوى فيها إلى الانتخابات كمسألة وجودية.