مخاوف الراعي المشروعة من تطيير الانتخابات...هذه خلفياتها!
جاء في المركزية: لا ينطلق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظاته العالية السقف والمتوقع ان تبلغ ذروتها في قداس عيد مار مارون الذي يرأسه غدا في الجميزة من هباء، ولا من مجرد هواجس قد لا تكون في محلها. فرأس الكنيسة المارونية يستند الى معطيات متجمعة من اكثر من مصدر داخلي وخارجي حول نية جدية لتطيير الاستحقاق الانتخابي او بالحد الادنى تأجيله مهما كلف الامر، وخشية من استهداف آخر اسس الاستقرار اللبناني من البوابة الامنية، بعدما تمكن من ضرب السياسي والنقدي.
مخاوف سيد بكركي المشروعة لاقاه اليها لقاء سيدة الجبل في بيان امس نبّه عبره "حزب الله من أية مغامرة عسكرية أو أمنية لإسقاط الدعم العربي والإقليمي والدولي لاستعادة سيادة لبنان كما فعل سابقاً في 7 أيار عام 2008، وحذّره من أي تهور لقلب الطاولة على رؤوس الجميع لأن الآتي يُنذر بأن الأمور ستنقلب على هذا الحزب بوصفه حزباً إيرانياً يُمسك بقرار لبنان بقوة السلاح". وفي الاتجاه نفسه، يصوب حزبا القوات والكتائب اللبنانية وكل المجموعات والاحزاب المعارضة والسيادية. فهل تتجه البلاد نحو انتكاسة امنية إن فقَدَ الحزب وحلفاؤه زمام الامور واثبتت نتائج استطلاعات الرأي ان فقدان الاغلبية النيابية مرجح، بما قد يخلّف من تبعات لجهة الاستحقاق الرئاسي،فتكون الخسارة خسارتين؟
تعرب اوساط سياسية متابعة لوقائع التطورات اللبنانية لـ"المركزية" عن اعتقادها ان بعد كل ما عايناه في لبنان من لا مبالاة السلطة الحاكمة بمصير الوطن وابنائه الذين يتحولون الى أقلية لكثرة ما هاجر منهم وما قتل، لم يعد مستغربا او مستبعدا لعب الورقة الامنية، في ما لو اقفلت سائر الابواب في وجه المنظومة لاطاحة الانتخابات بهدف ابقاء زمام المبادرة في يد الحزب وحليفه. وقالت ان العودة الى السلاح الذي استحضر بقوة في غزوة عين الرمانة منذ اشهر وارد وممكن في اي لحظة تستدعي حاجة الحزب والعهد، والولوج الى هذا الباب يكون اما من خلال سيناريو 7 ايار جديد، وادواته جاهزة، او عبر حادثة اغتيال على مستوى شخصية مهمة من شأن اطاحتها ان تهز البلاد بأسرها على غرار اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والوسيلة موجودة، او بإشعال فتيل فوضى اجتماعية تم تقديم اكثر من بروفا منها في الشارع اخيرا، تنتقل من مرحلة التظاهر والاعتصام الى الشغب واعمال العنف فالتفجير الامني. ثلاث وسائل "غب الطلب"، اللجوء اليها وارد اذا ما اقتضى الظرف الداخلي والاقليمي.
من هنا، تضيف الاوساط، ان عوامل ومعطيات كثيرة باتت اكثر من كافية للبناء عليها في سياق التخوف من تفجير امني، بعدما استنفدت كل الوسائل وانكشفت كل الالاعيب الممكن استخدامها في مجال محاولة نسف الانتخابات.من الدائرة 16 التي لم تنجح الصفقات التي حاول الحزب ابرامها بين التيار والحركة لتمريرها، الى الحديث عن اعادة طرح قانون الانتخاب، ودخول رئيس الجمهورية مباشرة على الخط اثر استشعاره احتراق ورقة النائب جبران باسيل انتخابياً، بالتصعيد غير المسبوق تجاه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة كورقة رابحة يمكن ان تدغدغ مشاعر الناخبين المكتوين من الاجراءات المصرفية، فيعيد تعويم شعبية التيار والعهد في نهايته على ابواب الاستحقاق الانتخابي، إن نجحت ضغوط المعارضة والمجتمع الدولي في فرضه وقطع طريق اطاحته... عسى ولعل.