مخزومي لوراثة سعد الحريري
جاء في المدن:
تشهد بيروت فراغين على المستويين السياسي والخدماتي. أولاً غياب خدمات الدولة على كل الأراضي اللبنانية وتردي ما تبقى منها، بما فيها العاصمة التي تستوعب الجزء الأكبر من اللبنانيين.. أما الفراغ الثاني، فهو ما خلفه تيار المستقبل بعد التضعضع الذي أصابه جراء الخسائر المتلاحقة التي أصابته، إن على الصعيد السياسي، أو المالي، ما جعله يبتعد عن الساحة البيروتية بشكل ملحوظ. وهو ابتعاد قلص من الخدمات التي قدمها التيار إلى أهالي بيروت منذ أيام رفيق الحريري وحتى اليوم.
هذان الفراغان استقطبا العديد من الشخصيات السياسية البيروتية، الباحثة عن دور لها، لتملأهما وتحاول استمالة أهالي بيروت ومن انفضّوا عن تيار المستقبل. من بين هؤلاء، فؤاد مخزومي، رئيس حزب الحوار الوطني الذي تأسس في زمن رفيق الحريري، لكنه بقي يصارع، منذ ذلك الحين لكي يجد مكاناً له في الساحة السياسية البيروتية.
لم يجد مخزومي الفرصة سوى بعد الضعف الذي أصاب تيار المستقبل، وقانون الانتخابات النسبي، فنجح في نيل مقعد برلماني في الانتخابات النيابية السابقة وهو اليوم يسعى إلى المزيد.
يدرك مخزومي أن بوابة قلوب اللبنانيين وبعض البيروتيين، يدخلها من يقدم خدمات أكثر، خاصة مع اتساع الفراغين االمذكورَين، وعليه فقد أنشأ رجل الأعمال الثري جمعية مخزومي التي طاولت خدماتها أهالي بيروت منذ العام 1997. خدمات بدأت اليوم تتسع وتظهر إلى العلن. ففي "تويتر" اليوم، ينتشر وسم "مخزومي يضيء بيروت"، حيث انطلقت اليوم المرحلة الأولى لإنارة طرق بيروت، والبداية مع شارع كورنيش المزرعة حيث زرعت مؤسسة مخزومي ألواحاً للطاقة الشمسية لإمداد مصابيح الشوارع بالطاقة.
خطوة مخرومي وانتشارها في مواقع التواصل مع انحسار تيار المستقبل وانكفائه، ترتبط لا شك بقرب الانتخابات النيابية، مع انتشار أخبار وشائعات حول إعراض سعد الحريري عن الترشح وربما مقاطعة تيار المستقبل للانتخابات، حيث يجد فؤاد مخزومي، الذي تم تداول اسمه لترؤس الحكومة قبل نجيب ميقاتي، نفسه مرشحاً لملء فراغ تيار المستقبل ووراثة التركة الحريرية.
