معركة "دعس" بين السيد وحجازي
لا تزال الأنظار متجهة نحو الانتخابات.
فالمسؤولون اللبنانيون يفرحون بأسباب الأزمة الخارجية، ويهللون لأنها غير ناجمة عن أدائهم، ويتذرعون بأنها خارجة عن ارادتهم هذه المرة. وعندما يُسألون يقولون إن لا ناقة لهم ولا جمل... انما المسؤولية تتحملها الحرب الدائرة في أوكرانيا. ومن هنا تنشط العمليات الانتخابية، لتستعيد السلطة مواقعها أمام انهيار المشاريع البديلة، وتتجه الأنظار مباشرة الى "حزب الله" الذي نسج التحالفات مع حلفاء له وخصوم في ما بينهم، ينكبون على اختيار المتمولين حيناً والعملاء القدامى أحياناً.
بادر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى تسمية مرشحي الحزب ولم يأتِ على ذكر الاشكالية الكبرى، التي تشخص الأنظار الى مصير تدوير زواياها، وهي ترشيح اللواء جميل السيد أو استعادة حزب "البعث" مقعده عبر استبداله بعلي حجازي.
ارتفعت هذه التساؤلات مع تغريدة النائب جميل السيد عندما قال: "في لبنان كما في أوكرانيا، عندما يلعب الصغير في ملعب الكبار، ويظُنّ نفسه أنه أصبح كبيراً، بيروح دعس بين الأرجُل وفرْق عملة...".
فمن قصد السيد بالصغار؟ يرجح بعض المقربين منه الى أنه كان يلمح الى اللواء عباس ابراهيم، أو اللواء علي المملوك، أو السفير السوري علي عبد الكريم علي الذين عملوا على ترشيح حجازي. أما عن الكبار في كلام السيد، فهل قصد بهم السيد نصرالله والرئيس السوري بشار الاسد، وهو يعتبر نفسه في عدادهم؟
تجزم مصادر مقربة من السيد بأن كل ما تقدم كان يقصده. وتكشف مصادر أخرى قريبة من "البعث" عن اتصالات أجراها السيد مع سوريا بشخص وزيرة الخارجية السابقة ومستشارة الرئيس بثينة شعبان لحسم الترشح. وتشير أوساط أخرى الى أن أجوبة شعبان جاءت واضحة جداً ومفادها أنه "لن يتم استبدال اللواء جميل السيد" وهو باق، والحزب سيدعمه، وهذا يعني أن علي حجازي طار، وانعدمت حظوظه في النيابة، على الرغم من اعلان ترشحه رسمياً في الساعات القليلة الماضية في دائرة البقاع الثالثة، وهو يعتبر أن الجو السوري مطمئن ولصالحه.
وينفي مطلعون على أجواء السيد أن يكون مقعده مسلوباً من "البعث"، ويعتبر أن لا معركة انتخابية بينه وبين أحد ولديه فائض من الحاصل، ولا أحد يقرر عنه، وهو يسخر ممن يكشفون عن اتصالات تجريها شعبان ويعدهم أقوياء لدرجة أنهم يعلمون ما يجري بينها وبين الأسد... وفي المحصلة، فهي ليست المرة الأولى التي يترشح فيها حجازي، ففي العام 2018 ترشح في بعلبك ولم يُوفق ويتوقع البعض اليوم السيناريو نفسه.