مرشح؟ إتصل بنا
مفاجأة

مفاجأة "زحلة تنتفض": تحالف انتخابي مع سكاف ويمنى الجميّل!

كتبت لوسي بارسخيان في "المدن":
إذا كانت الحالة الحزبية، التي اختبرتها دائرة زحلة الانتخابية منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري، لم تتجذر حتى الآن في واقع سياسي ثابت في هذه المنطقة، فإن بديلها "التغييري" لا يبدو أكثر قدرة على خلق حيثية جدية، من دون تعاون مع قوى أخرى، حتى لو كانت هذه القوى من التركيبة السياسية التقليدية، التي قد يتطلب التعاون معها تخفيض سقف المبادئ والقناعات سعياً للوصول إلى الأهداف.

تواصل مع سكاف والجميل
والهدف الذي تسعى إليه القوى التغييرية وسائر الأطراف الحزبية في الانتخابات النيابية المقبلة، هو تأمين حاصل يسمح لها بتسجيل فوزها، حتى لو أدى ذلك إلى تركيبة قد لا تحمل صفة التغيير بالمعنى الحقيقي للكلمة، ويظل خرقها للوائح الأحزاب مصدراً لجدل حول مرجعية الفوز، وإلى من يجب أن يجيّر.
وانطلاقا من هذا الواقع، بدأ تداول بعض المعلومات في زحلة عن قنوات تواصل بين مجموعات ثورية، ولا سيما "زحلة تنتفض" مع رئيسة الكتلة الشعبية ميريم سكاف في زحلة. وهناك تواصل مع يمنى بشير الجميل في بيروت، ورسائل تم تبادلها بين الطرفين. ومن شأن التوافق على بنودها الرئيسية، التمهيد لإطلاق حملة انتخابية مشتركة في الدائرة.

وحسب المعلومات، فإن عرّاب التواصل مع سكاف هو الدكتور عيد عازار، المرشح المطروح عن المقعد الأرثوذكسي في مدينة زحلة. وذلك بعدما حضر عازار-المدعوم بشدة من مجموعة زحلة تنتفض- حفل الذكرى السنوية لرحيل الوزير الياس سكاف، فألقت زوجته ميريم سكاف كلمة قدمت نفسها بخطاب "مواجهة" مع السلطة القائمة.

والرسائل التي وجهتها "زحلة تنتفض" لسكاف، تحمل في طياتها ليونة مقارنة بمواقفها السابقة، بعدما كانت قد أعلنت رفضها التحالف مع أي من القوى التقليدية في المدينة. والرسائل الجديدة قد تكون موضوع نقاش طويل بين المجموعات الثورية الأخرى التي تتواصل معها "زحلة تنتفض"، من ضمن المحاولات الجارية لتوحيد الجهود في أرجاء البقاع، سعياً لتشكيل اتحاد يسمح بخوض المجموعات الانتخابات موحدة.

مفاوضات حول أسماء
ووفقا للمعلومات فإن مضمون الرسالة التي وجهت إلى ميريم سكاف، ينفتح على التعاون الانتخابي معها، إنما تحت صيغة تأليف لائحة "ثورية" تدعمها الكتلة الشعبية، ولا تكون سكاف مرشحة فيها شخصياً، بل تسمي شخصاً يمثلها.

تبدو الصيغة تعجيزية إلى حد ما، خصوصاً إذا ما تمت مراعاة المسيرة السياسية الطويلة للكتلة الشعبية التي تصر دائماً على ترؤس أي لائحة انتخابية تشكلها في المدينة، وتسمى هذه اللائحة لائحة الكتلة الشعبية.

وبما أن سكاف هي مرشحة حتمية عن المقعد الكاثوليكي في الدائرة، فإن ما طرح قد يشكل عنواناً لخلاف يفجر اللقاء المطلوب بين الطرفين قبل حصوله. لكن المساعي حثيثة من قبل الدكتور عازار لإتمام هذا اللقاء. وعازار هو من المرشحين الأكثر حظاً في اللائحة، إذا ما تم هذا التوافق. وفوزه يمكن أن يسجل لمصلحة الطرفين، في ظل ضآلة حظوظ باقي المرشحين على مثل هذه اللائحة، وحتى لو ترشحت ميريم سكاف شخصياً فيها.

ولا تبدي أوساط في "زحلة تنتفض" تشدداً كبيراً في مسألة تذليل عقبة ترشيح سكاف. وترى هذه الأوساط أن هذا البند تحديداً قابل للنقاش. لكن ما لا يمكن مناقشته هو أن تسعى سكاف لتسمية المرشحين الباقين، وأن تسمي لائحة التحالف بينهما لائحة الكتلة الشعبية.

و"القوى التغييرية" بدأت تطرح أفكاراً وأسماء للائحة تحالفها مع سكاف، وبات لها تصور شبه واضح عن مرشحيها الذين تسميهم إلى جانب عيد عازار، ولا سيما المرشحين شريف سليمان عن المقعد الشيعي، وياسين ياسين عن المقعد السني.

وتتواصل النقاشات على أكثر من صعيد كي تضم اللائحة أيضا يمنى الجميّل عن المقعد الماروني.

خيارات يمنى الجميّل
ولا تجد مصادر "زحلة تنتفض" بالمقابل أي عائق أمام نشوء مثل هذا التحالف مع يمنى الجميّل. وترى أن ابنة الأشرفية قادرة على الحصول على ثلاثة آلاف صوت ترجيحي في مدينة زحلة. وتقول التحليلات أن الأصوات التي يمكن ليمنى أن تنالها هي لناخبين يميلون إلى "القوات اللبنانية"، ولكنهم يبحثون عن التغيير. وبالتالي، فإن ترشيح يمنى يخسِّر القوات هذه الأصوات ويرفع من حاصل أي لائحة تتحالف معها، ويعزز موقعها، خصوصاً إذا تم التحالف مع ميريم سكاف التي تعتبر مصادر "زحلة تنتفض" أنها تنطلق من حاصل يصل إلى سبعة آلاف صوت.

وحسب المعلومات فإن ناشطين من "زحلة تنتفض" أجروا لقاء مع الجميّل في بيروت، وقد كاشفت ضيوفها بكونها مرشحة محتملة، ولكنها لم تحسم خيارها بعد بالنسبة للدائرة التي تترشح فيها. وهي أمام أربعة خيارات: في بيروت، أو المتن، أو كسروان، أو زحلة.

وبما أنها لن تدخل في مواجهة مباشرة، لا مع شقيقها في بيروت ولا مع ابن عمها في المتن، يبقي أمامها خياران تبدو زحلة أكثر ترجيحاً بينهما، خصوصا أن المعركة المارونية في كسروان لن تكون سهلة عليها، في ظل وجود صقور الموارنة المرشحين عن القوات اللبنانية والتيار العوني وعن المستقيلين في هذه الدائرة.

زحلة تنتفض ونحو الوطن
لكن المفاوضات التي تقودها "زحلة تنتفض" قد لا تروق لباقي مكونات الثورة ومجموعاتها في المنطقة. الأمر الذي قد يؤثر سلباً على وحدة صفها في الدائرة، ما يصب بمصلحة الأحزاب التي تعول على انقسام إضافي في صفوف معارضيها، وخصوصا مع تبلور حركة باقي مكونات التغيير، ومن بينها منصة "نحو الوطن".

ووفقاً للمعلومات، فإن "نحو الوطن" التي تستعد لخوض الانتخابات على كل الأراضي اللبنانية، سيكون لها مرشحون في زحلة. فيما النائب ميشال ضاهر يقدم نفسه أيضاً كحالة تغييرية في هذه الدائرة، وكذلك بهاء الحريري الذي سُجِّلت له في الآونة الأخيرة حركة في الساحة البقاعية.