منعاً للفراغ وبقاء عون: سيناريو تمديد مجلس النواب لسنة
كتب منير الربيع في المدن:
تتعدد السيناريوهات والخطط لدى القوى السياسية اللبنانية المتصارعة، تحضيراً للاستحقاقات الأساسية. وقبل مدة نشرت "المدن" تقريراً أشارت فيه إلى تداول فكرة إجراء الانتخابات الرئاسية قبل النيابية، أي أن ينتخب المجلس النيابي الحالي رئيس الجمهورية، لتخفيف التوتر السياسي والشحن الطائفي. ويكون انتخاب الرئيس ضمن سلّة تسوية واتفاق على تشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات النيابية وعدد من التعيينات الكبرى.
بين انتخاب الرئيس والنواب
سقط هذا المشروع بفعل رفض رئيس الجمهورية ميشال عون. وهو أكد لمن فاتحه بهذا الأمر بأنه قادر على تعطيله دستورياً، وقد يصل به الأمر إلى المطالبة بحلّ المجلس النيابي، وهو لديه الصلاحية بذلك.
يجمّع عون أوراقه كاملة. وكذلك خصومه. وعندما أعلن عون موقفه أنه لن يسلّم الرئاسة للفراغ، ولا لحكومة تصريف أعمال، اعتبرت القوى السياسة التي تخاصمه أنه أعلن عن بوادر المعركة. وبدأت القوى تعدّ العدّة للمواجهة.
بالمقابل، ثمة سيناريو جديد يتم طرحه، تحت عنوان الخوف من الفراغ المديد. يقوم السيناريو على محاولة لتمديد ولاية المجلس النيابي الحالي مدة سنة. وبذلك تبقى الحكومة قائمة، ويعمل هذا المجلس النيابي على انتخاب رئيس للجمهورية. وتحاول بعض القوى السياسية إقناع المجتمع الدولي بذلك. لأن إجراء الانتخابات يعني حكماً أن تصبح الحكومة في حال تصريف أعمال. وفي حال الوصول إلى موعد انتخاب الرئيس بلا توافق، فإن هذا يمنح عون مبرر عدم مغادرته القصر، لأنه يرفض تسليم صلاحياته لحكومة تصريف أعمال، غير قادرة على عقد اجتماعات.
أما بحال حصل التمديد للمجلس النيابي وبقيت الحكومة أصيلة، فإن ذلك سيجبر عون على مغادرة القصر، وبحال أعلن رفضه تسليم السلطة في ظل مجلس نيابي "فاقد للشرعية وممدد لنفسه"، فسيتم الرد عليه بأنه انتخب من قبل مجلس ممدد لنفسه وفاقد للشرعية، وهو سيكون بلا شرعية دستورية في موقعه ما يعني أنه يمثّل حالة تمردية.
استياء عون من حزب الله
عون يستعد بالتأكيد للردّ على هذه الطروحات. ففي هذا الوقت تؤكد المعلومات أن غضب عون وانزعاجه من حزب الله يتنامى أكثر فأكثر. وهو يعبر في أوساطه عن استيائه من مواقف الحزب إياه، بدءاً من تعطيل الحكومة وعدم قدرتها على الانعقاد والقيام بمهامها في السنة الأخيرة من عهده، وصولاً إلى عدم تقديم حزب الله أي موقف واضح وحاسم من مستقبل جبران باسيل السياسي.
وقد يرضى عون بكل السيناريوهات المطروحة، في حال إعطائه وعداً أو تعهداً من حزب الله بدعم باسيل لرئاسة الجمهورية، وفق ما ترى مصادر قريبة من حزب الله.
في انتظار فيينا
في المقابل، تعتبر مصادر قريبة من عون أن حزب الله يربط كل الاستحقاقات الداخلية بتطورات الوضع الإقليمي. وهنا يتجلى التضارب أكثر بين حسابات حزب الله وحسابات عون. وتعتبر المصادر أن الحلول أو التسويات الآنية منجزة في انتظار التوقيت السياسي. وأولها التسوية القضائية بخصوص تحقيق المرفأ، وثانيها مسألة استقالة جورج قرداحي التي تتحول إلى تفصيل بسيط في لحظة الوصول إلى الحلّ: يشارك قرداحي في جلسة حكومية، ويقدم استقالته بعدها، فيُعيَّن شخص بديل منه محسوب على تيار المردة.
وتضيف المصادر أن الحزب لا يريد ذلك قبل تبلور مسار التفاوض في فيينا.