مرشح؟ إتصل بنا
موقف

موقف "ناري" لباسيل.. وخشية من اقتلاع الانتخابات عن بكرة ابيها؟

كتب شادي هيلانة في اخبار اليوم:
مشكلة الحكومة لم تُحّل، كما انّ مسألة فتح الدورة الإستثنائية لمجلس النواب راوحت مكانها، لكن من المؤكد، أننا نشهد حالة إرباك من قبل جميع القوى السياسية التي تتخبط في حسابات الربح والخسارة بالسياسة فيما بينها، بين أين كنا وأين أصبحنا.
فثمة قواعد دستورية تمنح الجميع حق الفيتو والتعطيل، لكن يبقى الاهتمام بما هو أبعد من ذلك بكثير، الانتخابات النيابية والرئاسية التي تنصب الأنظار عليها محلياً ودولياً .

وإذا كانت أجواء نهاية العام غير الوديّة تأتي لتتويج مسار متكامل من الفراغ والشلل والفوضى، كانت 2021 شاهدة عليه، فالخوف يمهّد لعامٍ جديدٍ قد لا يكون أفضل حالاً، ينطلق الأحد المقبل بكلمة وُصِفت بـ"النارية" لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وقيل إنّها قد تقلُب بعض المعادلات السياسية.

 
في الموازاة، تشير مصادر سياسية متابعة، عبر وكالة "اخبار اليوم"، إلى أنّ الدعوة من جانب رئيس الجمهورية ميشال عون للحوار مستعصية في الوقت الراهن، نظراً إلى أنّ البنود التي يطرحها تحتاج إلى سنوات للتفاهم حولها لا إلى بضعة أشهر، التي سيكون فيها أغلب الأفرقاء منهمكين في أمور أخرى أكثر أهمية من وجهة نظرهم.
وتعتبر المصادر نفسها، أنّ الافرقاء السياسيين في معركة معه منذ سنوات طويلة، واليوم لديهم فرصة ذهبية للإنتقام في ظل الضغوط المفروضة على تياره السياسي، لا سيما على المستوى الإنتخابي.

فمن وجهة نظر المصادر، انّ هذه الأزمة ستتوسع على نحو أكبر، بعد الإنتهاء من عطلة الأعياد، نظراً إلى أن التيّار قد يذهب بعيداً في المواجهة بعد "الضربة" التي تعرض لها من المجلس الدستوري بعد اللاقرار بشأن الطعن الذي قدمه في تعديلات قانون الانتخابات، في حين لم تظهر معالم أيّ تسوية جديدة من الممكن أنّ تبرم، بينما مقتضيات المعركة الإنتخابيّة ستدفع مختلف الأفرقاء إلى رفع سقف خطاباتهم عالياً.

 
وعليه، يبدو انّ النقاش حول مرحلة ما بعد هذا الاستحقاق قد فتح على مصراعيه مع وجود مؤشرات مقلقة في ظلّ أزمات مفتوحة على مختلف الجبهات في البلاد، على رأسها الأزمة الاقتصادية والمخاوف الأمنية.
من هنا الخشية، كلّ الخشية، أنّ تطيح العواصف الآتية بالانتخابات عن بكرة أبيها، وهو ربما الرهان الحقيقي الذي يخفيه معظم أركان الطبقة السياسية.