مرشح؟ إتصل بنا
نحو تأجيل انتخابات رابطة الأساتذة: المعارضة مضعضعة و

نحو تأجيل انتخابات رابطة الأساتذة: المعارضة مضعضعة و"القوات" تتفرج

كتب وليد حسين في المدن:
 
فيما تتفاوض مختلف القوى الحزبية والسياسية والمعارضة لتشكيل لوائح لخوض انتخابات الهيئة الإدارية الجديدة لرابطة أساتذة الثانوي يوم الأحد المقبل، يبدو أن التحضيرات جارية لتأجيل الانتخابات. فقد جرت العادة بأن تؤجل الانتخابات في حال عدم تمكن الأساتذة من الوصول إلى بيروت بسبب الظروف المناخية. لكن العواصف السياسية التي تحول دون توافق الأحزاب على لائحة مشتركة هي التي ستؤدي إلى تأجيل الانتخابات. 

خلافات بين الأحزاب
سنفترض أن يتوجه 575 أستاذاً يوم الأحد لانتخاب 18 عضواً للهيئة الإدارية. وما زالت المساعي للتوافق بين حركة أمل والمستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي من ناحية، وحزب الله والتيار الوطني الحر من ناحية ثانية، جارية. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق ستؤجل الانتخابات سواء لأسباب "ميثاقية" أو لحسابات انتخابية تتعلق بعدد الأصوات التي نالها كل طرف. فهذه القوى مجتمعة قادرة على حسم المعركة لصالحها، لكن في ظل الخلافات بين المستقبل من ناحية وحزب الله والتيار الوطني الحر من ناحية ثانية، وفي ظل الخلافات بين أمل والاشتراكي من ناحية والتيار الوطني الحر من ناحية ثانية، فالذهاب في لوائح متعددة يؤدي إلى فوز كاسح للأساتذة المعارضين المنضوين ضمن لقاء النقابيين الثانويين ولجان الأقضية والتيار النقابي المستقل. فقد فاز هذا التحالف المعارض بعدد كبير من الأساتذة يقدر بنحو 250 أستاذاً. 

خلافات المستقلين
لكن تحالف الأساتذة المستقلين تعصف به خلافات عدة، سواء لناحية عدد الأساتذة الذين يختارهم كل طرف في اللائحة المشتركة، أو لناحية تسلط البعض على القرار، أو لناحية كيفية اختيار الأعضاء، أو حتى لناحية عدم الإقدام على التحالف مع القوات اللبنانية، التي وقفت على الحياد تتفرج على صراعات أحزاب السلطة وقوى المعارضة. ورغم ذلك سيخرج هذا التحالف بالتوافق على لائحة مكتملة الأعضاء مؤلفة من 18 عضواً، وتخرج من الانتخابات بخرقٍ ببعض المقاعد وحسب، في حال تكتلت الأحزاب بلائحة.

القوات تتفرج
القوات اللبنانية رفضت التفرد بالقرار في الرابطة وكسر إرادة الأساتذة وخرق النظام الداخلي وفك الإضراب نهاية العام الفائت، رغم تصويت الأساتذة في الجمعيات العمومية على قرار عدم العودة إلى المدارس. ونأت بنفسها عن الصراعات الحالية على الهيئة الإدارية للرابطة. ووقفت تتفرج على التخبط الحالي، مفضلة التعاون مع أي طرف مستعد للعمل النقابي، بشرط تشكيل فريق عمل منسجم قادر على تحقيق مصالح الأساتذة. غير ذلك لا يهمها أن تدخل إلى الهيئة كي تحتل مقعداً. 

خلافات المستقبل-حزب الله
أما تيار المستقبل فيطالب بأن يكون رئيس الرابطة من حصته، وبمباركة من أمل والاشتراكي، بينما حزب الله يرفض الأمر ويريد الرئيس من حصته السياسية ويقف التيار العوني معه. والتيار العوني يريد الحصول على عضوين إضافيين، أي حصة القوات الحالية في الرابطة. وهذا من ضمن المشاكل التي تحول دون قبول باقي الأطراف. 

وفق قاعدة التقاسم الطائفي، رابطة التعليم الابتدائي مع الشيعة ورابطة التعليم الخاص مع المسيحيين، ما يستوجب أن تكون رابطة الثانوي مع السنّة. لذا، يطالب المستقبل بالرئاسة. والمعضلة التي تفرق بين هذه الأحزاب في ظل التشبث حول هذا المطلب، لا يعني أن الأمور لا يمكن أن تحسم لصالح خيار منح المستقبل الرئاسة والذهاب إلى لائحة توافقية وميثاقية تضم جميع المكونات. غير ذلك لا يمكن لأي طرف من هذه الأطراف الإمساك بزمام الأمور من دون الطرف الآخر، الذي يمثل باقي الطوائف، أي الميثاقية. والمرجح أن يتوصل الجميع إلى اتفاق وإعلان اللائحة يوم السبت المقبل، وإجراء الانتخابات يوم الأحد. غير ذلك قد يؤدي "الطقس العاصف" إلى تأجيل الانتخابات. وعملياً، لن يعلن بشكل مباشر تأجيل الانتخابات بسبب الظروف المناخية، بل يتم "تطيير" نصاب انعقاد الهيئة العامة التي تضم 575 أستاذاً، بسبب عدم قدرتهم على الوصول إلى بيروت.  

لا يُحسد أي طرف، معارضة أو أحزاب السلطة، على الفوز بالهيئة الإدارية للرابطة في ظل الانهيار الاقتصادي للبلد، والذي لن يسمح بتحسين أوضاع موظفي القطاع العام، واللبنانيين استطراداً، قبل سنوات. ما يعني أفضل خيار سيكون أمام الرابطة الجديدة هو الدعوة للإضراب العام، والذي لن يكون له أي تأثير يذكر لتصحيح الرواتب، بل يبقي المدارس الرسمية مقفلة.