نقابة المحامين في طرابلس: منافسة شديدة ومعركة "عالمنخار"
كتب مايز عبيد في نداء الوطن:
بات من المعلوم أن يوم غد الأحد هو اليوم الموعود بالنسبة للمحامين حيث ستشهد نقابتهم في طرابلس إنتخابات منتظرة لأعضاء مجلس النقابة الأربعة بعد تأجيل، في وقت يحكى في أروقة النقابة وأسرار المحامين "أن التحالفات الواضحة وكذلك التوجهات، فيها ما هو المعلن وفيها ما هو تحت الطاولة، فيما المنافسة على أشدّها بين المرشحين"، لأنها ستكون مؤشراً سياسياً لجميع الإستحقاقات المقبلة على البلد.
وعلى غرار إنتخابات نقابة المهندسين شمالاً تكتلت الأحزاب أيضاً في انتخابات المحامين، بشكل يبدو فيه الفرز الحزبي وكأنه مؤشر على الإتجاهات التي ستركن إليها الأحزاب والتيارات السياسية في الإنتخابات النيابية المقبلة، وربما الرئاسية حتى.
وفي إشارة إلى ما جرى ويجري حتى الآن ونحن في الساعات القليلة التي تسبق الإنتخابات، فإن اصطفافاً يحصل للعديد من الأحزاب والتيارات المتحالفة سابقاً أو مؤخراً خلف مرشحة "المردة" لمركز النقيب المحامية ماري تيريز القوال، رؤوس حربته بشكل أساسي تيارات: "المردة"، "المستقبل" و"العزم"، في صورة مصغّرة عن الحلف الكبير الموجود في البلد لا سيما بعد ثورة 17 تشرين التي فرّقت شمل "المستقبل" و"الوطني الحر" بعد الودّ والعسل، حيث يبدو وكأن هذه التيارات تجري عملية محاكاة لما قد تكون عليه الأمور في الإنتخابات النيابية بعد أشهر، من خلال انتخابات نقابة المحامين في طرابلس وانطلاقاً منها وما ستسفر عنه من نتائج.
وفي حين يسعى "التيار الوطني الحر" لمنع مرشحة "المردة" ماري تيريز القوال من الوصول إلى هرم النقابة، وذلك بهدف تحجيم "المردة" نيابياً ورئاسياً، في ظل احتدام المعركة بين كل من رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية على رئاسة الجمهورية في العام المقبل، يسعى تيار "المستقبل" ومعه تيار "العزم" بكل قواهما ورغم خلافهما على تسمية باقي الأعضاء على اللائحة التي يدعمانها، إلى عدم تمكين "التيار الوطني الحر"، العدو السياسي اللدود للإثنين من أن يكون له موطئ قدم في طرابلس من خلال نقابة المحامين.
وتشير مصادر على صلة بالعملية الإنتخابية وما يجري من حراك في الربع الساعة الأخير، إلى أن "المعركة بين المرشحين، لا سيما بين المرشحين لمركز النقيب أي جوزيف عبدو ("قوات")، ماري تيريز القوال ("مردة") وبطرس فضول ("وطني حر")، يمكن وصفها بأنها معركة "عالمنخار"، بينما يحاول المرشحون الأربعة الذين ائتلفوا في لائحة برئاسة القوال كل منهم شد لحاف التصويت في اتجاهه، وهذا ما اعتُبر مثابة نكث بالوعود والتفاهمات الحاصلة بما يشظّي هذه التحالفات ويفتح الباب على معركة لا يمكن التكهن بنتائجها، ومحاولات للخروج عن أسلوب المنافسة الشريفة".
مرشح "القوات" لمركز النقيب المحامي جوزيف عبدو أكد لـ "نداء الوطن" الثقة الكاملة بالمحامين الزملاء والزميلات وأشار إلى أن عمله النقابي هو ماضيه وحاضره ومستقبله. أضاف: "أتطلع مع زملائي وزميلاتي أن يكون يوم الأحد يوماً مشهوداً وعرساً ديموقراطياً لصالح النقابة والمحامين.. أنا أمثّل تفكير المحامين ومصلحتهم، وكل محامٍ يبحث عما يعزز من حضوره وحقوقه سيجد أنني أمثل هذه التطلعات بكل تأكيد.. ليس لي هدف إلا مصلحة المحامي، ونحن ننتسب إلى نقابة حضارية احتفلنا قبل أيام بمئويتها الأولى ونتطلع إن شاء الله أن يكون يوم الأحد يوم احتفال جديد لمئوية جديدة فيها الخير للنقابة والمحامين معاً".
وبانتظار يوم غد الأحد وما قد يسفر عنه من نتائج، فإن المتنافسين على إدارة نقابة محامي طرابلس في جهد متواصل من أجل السعي إلى كسب أصوات المحامين من كافة الأطياف، في محاولة من كل واحد منهم لحشد التأييد الأكبر بين شرائح وفئات المحامين لكل منهم.
ساعات معدودة ومحدودة ويوم واحد هو يوم الفصل الذي سيحدد الهوية الحزبية والثوب السياسي الذي سيلبسه من هو على رأس نقابة المحامين في طرابلس.