هاني صليبا أسقط المحميات السياسية في زمن الميلاد
لم يكن حدث القرية الميلادية التي نظمها المهندس هاني صليبا، في بتغرين، حدثا عابرا من دون أبعاد سوسيو-سياسية . فقد توقف مراقبون عند حجم الحضور المتني الذي شهده الحدث في هذه المنطقة المتنية بالذات بعد غيابها سنين عن شاشة الرصد السياسي.
لم يكن من الطبيعي في يوم من الأيام أن يقدم شاب على كسر السور الرئيس لمحمية سياسية في بلد المحميات السياسية، وأن يقول كفى لمرحلة سابقة عنوانها التيئيس والتنكيل خدمة لمنظومة عاثت فسادا بالبلاد والعباد. هذا ما أقدم عليه المهندس هاني صليبا عندما فتح بلدة بتغرين أمام اللبنانيين بعنوان ميلاد يسوع، وجعل من القرية الميلادية عنوان محبة وتلاقي وتأمل بمستقبل لبنان حيث الإنسان فيه هو الأساس وحيث العائلة فيه محصنة في وجه محادل السلطة.
نعم ما تجرأ وفعله هاني صليبا في جرود المتن من الناحية السياسية لم يتجرأ على فعله قبله أحد لناحية القول بأن هذه المنطقة ليست ولن تكون حكرا على أحد، لقد فتح صفحة جديدة لمرحلة جديدة تؤسس للبنان جديد عصري، يقوم على مبدأ المساواة بين أبنائه ويعمل الساسة فيه في الخدمة العامة كموظفين لدى المواطنين وليس كشيوخ قبائل.
لبنان هاني صليبا يعيش فيه المواطن كريما محترما محصنا تجاه سلطة عامة، لا يأتي المسؤول على أكتافه وعلى ظهره ليبسط سلطته وينفخ ثروته. هذا اللبنان فعل تحرّر وتحرير بعد ثورة تشرين، تحرّر من الأحكام المسبقة والإنتماءات العمياء والالتزامات بالأشخاص وتحرير لبلد تحتله سلطة مجرمة لا تخاف ربّها ولا ترى إلا لمكاسبها سبيلا.
لقد أثبت المتنيون بالتفافهم حول هذا النهج في زمن الميلاد أن وطن الإنسانية ممكنا وأن الغد للشجعان في زمن المواجهة لا للمستسلمين.
طانيوس شاهين