هل تصبح بيروت "١٠٠ شقفة"؟
كتب داني حداد في موقع mtv:
باتت عودة سعد الحريري الى بيروت لخوض الانتخابات مستبعدة. ما قاله مقرّبون منه، منذ أسابيع، عن قرب عودته لم يتحقّق. بعض من زار أبو ظبي للقائه لم ينجح في ذلك. بعض من التقاه عاد من دون أجوبة.
إذا امتنع الحريري عن خوض الانتخابات كمرشّح سيفتح الباب أمام تغييرٍ جذري في المشهد الانتخابي البيروتي. لن تكون فاعليّة تيّار المستقبل بغيابه هي نفسها بحضوره.
وتشير المعلومات المتوفّرة الى أنّ الحريري تحوّل فعلاً من زعيمٍ لبناني الى رجل أعمال يعيش في إمارة أبو ظبي ويسعى، من خلال العمل، الى ترتيب وضعه المادي وتسديد ديونه، مدركاً أنّ العمل السياسي لن يجديه نفعاً في ظلّ غياب الرعاية السعوديّة له.
ويعوّل مقرّبون من الحريري على مسعى قد يقوم به رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لإقناع السعوديّين بأهميّة عودة الحريري لخوض الانتخابات، خشية ترك الساحة لحزب الله ومن يواليه في الشارع السنّي. التوصل الى تحالف ثلاثي بين "المستقبل" و"الاشتراكي" والقوات اللبنانيّة سيكون ممكناً في هذه الحالة.
أما إذا بقي الحريري في أبو ظبي، ولم يترشّح أو يتعاطى بشكلٍ مباشر في الاستحقاق الانتخابي، فإنّ ذلك سيؤدّي الى تشتّت قسم من أصوات "المستقبل" في دائرة بيروت الثانية، ما سيمنح الفرصة لبعض المرشّحين لـ "نتش" بعض المقاعد، في مقابل توسّع حضور حزب الله وحلفائه.
كذلك، سيسعى التيّار الوطني الحر الى كسب مقعدٍ آخر كهديّة من حزب الله، الى جانب مقعد الأقليّات، وسيكون المقعد الأرثوذكسي حينها ساحة منافسة بين أكثر من فريق، من بينهم حزب القوات اللبنانيّة الذي سيسعى الى وضع قدمٍ في هذا الدائرة.
باختصار، ستتحوّل بيروت الثانية في غياب الحريري الى "١٠٠ شقفة"، بالتعبير المجازي. ربما تنخفض نسبة الاقتراع. وسيتغيّر نصف المقاعد تقريباً. كلّ يوم يتأخّر فيه رئيس "المستقبل" عن العودة سيزيد من صعوبة مهمّته. بعض مسؤولي تيّاره يملأون الفراغ بالبيانات، لا حول لهم ولا قوّة ولا علم بقرار رئيسهم…