مرشح؟ إتصل بنا
هل

هل "تطير" الانتخابات إن استقالت الحكومة؟

كتب كبريال مراد في موقع mtv:

من أزمة الى أزمة تسير البلاد، من دون أن تنجح الاتصالات واللقاءات حتى الساعة، في حلحلة الإشكالات، ما يعيد الانتظام الى العمل المؤسساتي، ولا يقرع جرس إنذار من الآتي من الأيام، والخوف من استمرار عدم انعقاد الحكومة، وما لذلك من انعكاسات سلبية على الانتخابات النيابية والرئاسية من بعدها.

ومع استمرار الأزمة، يطرح السؤال الآتي: هل تستطيع الحكومة التي لا تلتئم تنظيم انتخابات نيابية؟ بنعم يجيب المحامي والأستاذ في القانون الدولي الدكتور أنطوان صفير ويشرح لموقع mtv أن "الحكومة التي لا تلتئم، لا تجتمع كمجلس وزراء، ولكنها حكومة قائمة، وهي التي تمثّل السلطة الاجرائية في لبنان، وعليها تنظيم الانتخابات، وفقاً لقانون الانتخاب المعمول به. علماً أن دعوة الهيئات الناخبة تتم من خلال مرسوم يصدر، بناء لاقتراح وزير الداخلية، عن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية".
بناء على ذلك، فباستطاعة الحكومة، لا بل عليها موجب تنظيم الانتخابات النيابية لأنها لم تزل السلطة الاجرائية الحائزة على ثقة مجلس النواب، وليست مستقيلة، ولا في واقع تصريف الأعمال.
ويشير صفير الى أنه "وحتى ولو كانت الحكومة مستقيلة، فالانتخابات موضوع أساسي، لا يمكن تأجيله، وهو واقع في إطار العمل الأساسي للسلطة الاجرائية، وهو تأمين الاستحقاقات الدستورية في مواقيتها".
ولو أن السؤال سابق لأوانه، الاّ أنه وفي ضوء الأزمات الراهنة، هناك من يطرح سيناريو الدخول في الفراغ الرئاسي عند انتهاء ولاية رئيس الجمهورية. فماذا يحصل عندها؟ وهل تستطيع حكومة تصريف أعمال ممارسة صلاحيات الرئيس في حال الفراغ الرئاسي؟
عن هذه النقطة يشير صفير الى أن "أخذ صلاحية رئيس الجمهورية وكالة من قبل الحكومة وإن مستقيلة أو تصرّف الأعمال، في حال تعذر تشكيل حكومة بعد الانتخابات النيابية، فهو موضوع حدده الدستور، بمعنى أن الحكومة تأخذ صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة، وهو ما يعني أن الحكومة، مستقيلة أو غير مستقيلة، تقوم بمهام الرئيس حتى انتخاب رئيس جديد، لأنه لا يمكن أن يكون هناك فراغ دستوري، بحكم أن الحكومة تصرف الأعمال".

قد يقول البعض إنها سيناريوهات غير مطروحة. لكن التجارب السابقة، تؤكد أنها مسائل قابلة لأن تتحوّل الى وقائع، اذا استمرت الأزمات السياسية في انعكاسها على المؤسسات الدستورية وعمل السلطات. هي وقائع لا نتمناها في بلد يحتاج للخطوة الأولى للخروج من النفق، لا الى اشكالات وعرقلات تعيده خطوات الى الوراء.