هل تكون الإنتخابات بداية الخلاص..؟
جاء في اللواء: يسألونك أينما ذهبت في الخارج، متى سينهض لبنان من كبوته المدمرة؟
يُحزنك أنك لا تملك الجواب الواضح والمطمئن للبنانيين ولمحبي بلد الأرز، الذين يتابعون تفاصيل الإنهيارات التي ضربت وطن الإشعاع والإبداع، وحوّلته إلى مستنقع للأزمات المعيشية والإجتماعية، وأغرقته في لجج من الظلمات، تحت سمع وبصر مجموعة من السياسيين الفاسدين والفاشلين، والذين لا هم لهم إلا الإمعان في عمليات النهب والسرقات، حتى الرمق الأخير من حياة دولتهم المنكوبة وشعبهم المقهور.
تُحاول أن تستوعب مشاعر العطف والشفقة التي يحيطون بها البلد الذي كان يوماً قُبلة الزائرين من الشرق ومن الغرب، ولكن تداعيات الإنحدارات المستمرة في كل مجالات الحياة اليومية، تبقى أقوى من أماني الخروج من هذا النفق الطويل في أسرع وقت ممكن.
وعبثاً تسعى لإقناع محدثيك بأن مشكلة لبنان الحقيقية ليس بما وصل إليه من إفلاس وشلل وضياع، بقدر ما هي مأساة سوء الإدارة السياسية والمالية، التي بددت موارد البلد، ونهبت ما توفر لها من مليارات، وأهملت كل ما له علاقة في الحفاظ على مقومات الدولة وحاجات الشعب الضرورية، وأمعنت في صراعاتها الأنانية، الحزبية منها والطائفية، تاركة البلد فريسة المحاور المتصادمة في الإقليم، مقابل البقاء على كراسي الحكم المتهاوي، بسبب إفتقاد القيادة الرشيدة التي تضع مصلحة الوطن فوق أي إعتبار آخر.
لبنان أمسى ضحية السياسات الخاطئة التي لم تلتزم بمعايير حماية الوطن من العواصف الهوجاء التي ضربت العديد من بلدان المنطقة، فكان أن إنزلق البلد الصغير إلى ساحات التصادم بين الدول الكبرى، وتحمل من الأعباء ما يفوق طاقاته بأشواط، وكان لا بد أن يقع بين أقدام الفِيَلة المتقاتلين في المنطقة، ويدفع الأثمان الغالية من إستقراره وإزدهاره ومستوى معيشة شعبه، بعدما إشتد الخناق على إقتصاده، وعجزت سلطاته على مواجهة نيران المعارك المشتعلة، فكان هذا السقوط المريع في جهنم الحكم الفاسد والفاشل.
متى سيخرج وطن الأرز من كبوته؟
الجواب بسيط: عندما يستطيع الشعب المقهور التخلص من هذه المنظومة السياسية التي إستنزفت كل إمكانيات البلد دون شفقة ولا رحمة بهذا الشعب الذي أصبحت أكثريته الساحقة تئن من وصولها إلى خط الفقر.
فهل تكون الإنتخابات المقبلة بداية الخلاص؟ الوضع أكثر تعقيداً، والأفق لا يُبشر بنهاية سعيدة في القريب العاجل!