هل "سينافس" ابراهيم بري على رئاسة المجلس العام المقبل؟
كتب عباس صباغ في النهار:
كل فترة تسري أخبار عن نية المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم الترشح للانتخابات النيابية، في إشارة الى انه سيكون المنافس الابرز على رئاسة مجلس النواب عندما يحين وقت تغيير رئيس السلطة التشريعية. فهل يترشح ابرهيم في جبل لبنان ومتى يستقيل من منصبه طالما ان المهلة الدستورية لم تعد طويلة؟
منذ العام 1992 لم يسبق لأحد ان ترشح في مواجهة رئيس حركة "امل" لرئاسة المجلس، فالرئيس بري لا يزال محافظاً على موقعه منذ 3 عقود.
"حزب الله": لا مرشح غير بري
يقيم "حزب الله" على قناعة مفادها ان لا بديل من بري في رئاسة المجلس طالما ان الحليف لا يريد العكس، والامر ليس سراً، والانتخابات النيابية منذ العام 1992 أثبتت عمق التحالف بين الجانبين على رغم الخلاف في وجهات النظر بشأن بعض القضايا الداخلية.
وسيكرر الحزب التحالف مع "امل" في كل الدوائر الانتخابية وهذا امر محسوم، وكذلك اعادة انتخاب بري لولاية سادسة بعد اجراء الاستحقاق الانتخابي.
بَيد انه بين الفينة والاخرى تروَّج اخبار عن نية اللواء ابرهيم الترشح للنيابة وتاليا لرئاسة البرلمان، وهذا يعني حكماً ان عليه ان يستقيل من مهامه قبل نهاية تشرين الجاري .
وسبق لابرهيم ان نفى نيته تولّي حقيبة الداخلية كمخرج للأزمة التي واجهت الرئيس سعد الحريري في تأليف الحكومة قبل اعتذاره، ويومها اكد المدير العام للامن العام انه باقٍ في منصبه وفق ما تنص عليه الانظمة المرعية الاجراء.
ومنذ فترة اشيع ان المسؤول الامني الرفيع ينوي الترشح في دائرة جبيل عن المقعد الشيعي، ما يعني ان امامه فترة قصيرة لتقديم استقالته من منصبه وفق ما ينص عليه الدستور بالنسبة الى موظفي الفئة الاولى، علماً ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان انتُخب رئيساً للبلاد في أيار عام 2008 من دون ان يستقيل من منصبه.
واكد اللواء ابرهيم مراراً انه غير مرشح للانتخابات النيابية، وانه لن يترك منصبه الحالي إلا بعد أن تنتهي ولايته، وبالتالي ليس مرشحاً لا للنيابة ولا لرئاسة المجلس.
وتغمز اوساط متابعة من ان بث اخبار غير دقيقة عن نية ابرهيم الترشح يهدف الى "زكزكة" عين التينة لا اكثر ولا اقل، لا سيما ان المرشح الاقوى كان النائب اللواء جميل السيد الذي كانت حظوظه لتكون اكبر من ابراهيم عملاً بمبدأ المداورة بين الجنوب والبقاع في رئاسة المجلس، على غرار المداورة بين الرئيسين الراحلين كامل الاسعد وصبري حماده، ومن ثم ترأس الرئيس حسين الحسيني البرلمان ثماني سنوات قبل ان تؤول الرئاسة الى بري منذ خريف العام 1992.
ويلفت احد النواب الى ان بري سيبقى مرشحاً دائماً للرئاسة طالما انه يريد ذلك، وان لا شيء يمكن ان يغير تلك المعادلة.
وفي الحصيلة لا تغيير لدى الطائفة الشيعية في المدى المنظور، وانها عقدت الولاء لبري باستمرار التحالف بين "حزب الله" و"امل"، وان لا شيء يفرّق بينهما على عكس ما تشهده الطوائف الاخرى من ثنائيات واكثر ومن خلافات وانقسامات، وان أي محاولة للغمز من قناة "حزب الله" انه سيرشح غير بري لن تكون ذات جدوى.