هل "شمالنا" في مواجهة "يميننا"؟
بقلم جان الفغالي – "أخبار اليوم"
3608 ناخبين تسجَّلوا للإنتخابات التمهيدية التي أجرته "شمالنا " للدوائر الأربعة في الشمال: بشري، زغرتا، الكورة البترون، علمًا أن عدد الناخبين في هذه الدوائر الأربعة، ووفق ما هو مثبت على موقع " شمالنا" هو 272 ألفًا. أليس رقمًا هزيلًا جدًا ( 3608 ) تسجَّلوا، قياسًا بعدد الناخبين؟
لم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، حتى من بين المسجَّلين، لم يقترع سوى 2590 !
ماذا يعني أن يشارك 2590 مقترعًا من أصل 272000 ناخب؟ باللغة المحكية يُقال: "في شي غلط"! ما الذي يدفع الناخب الشمالي إلى الإنصراف عن هذا "الإختبار الديموقراطي"؟ هل لعيبٍ في الآلية؟ هل لامتعاضٍ من الأشخاص؟ هل لغياب الشفافية؟ ما هي خلفية هذا الإحجام؟
يقول متابعون إن "شمالنا" لم تكن موفقة في اختبارها الأول، ما جعلها تقع في اكثر من مأزق. وهذا ما دفع ميشال الدويهي، مؤسس الحركة السياسية "أسس" وأحد المرشحين عن دائرة زغرتا، إلى الإقرار بعدم "التوفق" وكتابة "بوست" على فايسبوك جاء فيه: "في علم الاحصاء والدراسة طبعًا ارقام المنتخبين البارحة صغير جدًا (ليبنى عليه اي استنتاج) مقارنةً بأرقام الناخبين في الدائرة وقضائنا وهو اي هذا الرقم ان دل على شيء فعلى ان علينا ان نبذل مجهود اضافي كبير لإقناع الناس ".
المأزق الأول تَمثَّل في أزمة مرشحين، حيث أن عدد الذين ترشحوا كان إلى حدٍّ ما، على عدد المقاعد، وعليه، لماذا "تعب الإقتراع " إذا كان من ترشحوا هُم مَن سيفوزون؟
وفي سياق الترشيحات تفيد المعلومات، أن أحد المرشحين، روبن طالب، انسحب مكرَهًا، وترددت معلومات أن طالب سحب ترشيحه بعد ضغوطات تعرض لها، ولم يشأ الإفصاح عن طبيعتها، علمًا أن مجموعات من "شمالنا" سرَّبت الأسباب ولم تشأ إعلانها. وهنا تسأل المصادر: هل هذه هي "الشفافية" التي ينادون بها والتي يعيبون الآخرين بسبب عدم اعتمادها؟
المأزق الثاني تمثَّل في هزالة الأَعداد المشارِكة.
المأزق الثالث أن بعض المرشحين لا يُخفون إنتماءهم الحزبي، وهذا ما يُبعِد عنهم صفة الإستقلالية، فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن المرشح سيمون سمعان بشواتي، هو ابن بيئة الحزب السوري القومي الإجتماعي، وشقيقه مسؤول أمني تولَّى عدة مهام بارزة مع النائب والوزير السابق أسعد حردان.
وهناك أحد المرشحين عن دائرة البترون يجزم قريب منه أنه يحمل بطاقة الحزب الشيوعي اللبناني
ويلاحظ متابع لأداء "شمالنا " أن الصبغة اليسارية هي الغالبة، ويسأل: هل يقصدون بـ"شمالنا" أنهم في مواجهة "يميننا ".
ويختم المتابعون : لا عيب في الإنتماء الحزبي، العيب في الخجل منه ومحاولة إخفائه .