هل يرفع الفريق السيادي تنفيذَ القرارات الدولية والحياد شعارَ معركته الانتخابية؟!
في وقت يواصل حزب الله نشاطه العسكري في اليمن، وقد عرض تحالف دعم الشرعية الاحد، مقطع فيديو يُظهر "مقر مدربي ميليشيا حزب الله اللبناني في اليمن، مع المتدربين من العناصر الحوثية، ومخازن الطائرات المسيرة في مطار صنعاء الدولي"، وفي حين يبدو يتّجه نحو تثبيت رجليه في سوريا حيث افيد في الساعات الماضية ان "حزب الله" بدأ بإنشاء سلسلة من المقار والمواقع العسكرية الجديدة في بادية حمص وسط البلاد، وتعزيزها بمئات العناصر والآليات العسكرية، وإنشاء حواجز أمنية على الطرق الرئيسية والبرية، وفرض نفوذه على المنطقة إلى جانب الميليشيات الإيرانية الموالية لطهران، مثل "لواء فاطميون" الأفغاني... تأسف مصادر سياسية معارضة لكون هذا السلوك "التوسّعي" يأتي تنفيذا لأجندة ايران في المنطقة، مشيرة عبر "المركزية" الى ان لبنان واللبنانيين هما اكبر ضحايا هذا التمدد، حيث يدفعان ثمنه أزمةً اقتصادية وعزلة عربية ودولية.
من هنا، فإنها تؤكد ان لا مخرج للبنان من ورطته هذه، الا بالعودة الى تطبيق القرارت الدولية من جهة، وباعتناق سياسة النأي بالنفس فعلا لا قولا، أوّلا، من جهة ثانية، وصولا الى تحويل لبنان دولة حيادية كسويسرا مثلا، في مرحلة لاحقة.
البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يرفع لواء الحياد منذ اشهر. وقد جدد المناداة به في رسالته الميلادية يوم الجمعة الماضي، فقال: مرة أخرى نكرر أن باب الإنقاذ والخلاص الوحيد هو إعلان حياد لبنان الإيجابي الناشط، تنفيذا للميثاق الوطني الرافض تحويل لبنان مقرا أو ممرا لأي وجود أجنبي، وحماية للشراكة والوحدة وإفساحا في المجال لحسن تحقيق دور لبنان. عندما نقول لا تستقيم الشراكة والوحدة من دون حياد لبنان، لا يعني أننا نحن من يشترط ذلك، بل هي طبيعة لبنان الجيوسياسية التي تحتم التزام الحياد من أجل الشراكة والوحدة. لبنان من دون حياد يقف دوما على شفير الأزمات والانقسامات والحروب، بينما لبنان الحياد يعيش في رحاب الوحدة والسلام والاستقرار والإزدهار والنمو. ونوضح أن لبنان لا يستطيع أن يكون حياديا إزاء ثلاثة: إجماع العرب إذا حصل، وإسرائيل، والحق والباطل. في إجتماع الإثنين الماضي سلمت الامين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش مذكرة احتوت مواقفنا المعهودة من الحياد والمؤتمر الدولي الخاص بلبنان ووجوب تنفيذ جميع القرارات الدولية دون استنسابية وتجزئة، لاسيما وأن دولة لبنان وافقت عليها تباعا. وأكدنا للأمين العام ضرورة أن تتحرك الأمم المتحدة قبل سواها لبلورة حل دولي يعكس إرادة اللبنانيين".
لكن وفق المصادر، الامم المتحدة لا يمكنها منفردة تحويل هذا المطلب الى واقع. عليه، فإنها تدعو الى ان يكون شعار "تطبيق القرارات الدولية والحياد" بما يمنع كل القوى الخارجية من التدخل في شؤون لبنان إنفاذا لمقولة "لا للشرق ولا للغرب"، عنوانَ المعركة الانتخابية المقبلة الذي يحمله الفريق "السيادي". فاذا أعطى اللبنانيون الغالبيةَ النيابية، لداعمي هذا الطرح، سيصبح اكثرَ قابلية للتطبيق، بحيث ينطلق من بيروت وتلاقيه نيويورك لتسهيل تنفيذه... فهل يمكن ان نرى سيناريو كهذا يتحقق ام ان المتضررين منه، جاهزون حتى لتطيير الاستحقاق، لاحباطه؟!