يحسمون فوز المعارضة بمعظم الدوائر: حجم المغتربين 15 مقعداً
كتب وليد حسين في المدن: قبل يوم من إقفال باب التسجيل للمغتربين اللبنانيين للانتخابات النيابية المقبلة، وصل عدد المسجلين على موقع وزارة الخارجية إلى نحو 210 آلاف مواطن. لكن العدد الفعلي للمسجلين حتى صباح اليوم فاق هذا العدد. فالفرق بين الرقم الرسمي المعلن والرقم الفعلي مرده إلى آلية التحقق من الأسماء والبيانات التي يرفقها المغترب لحظة التسجيل. ومن المتوقع أن يزيد عدد المسجلين عن 220 ألف لبناني، وذلك بخلاف الانتخابات النيابية السابقة، عندما وصل عدد المسجلين إلى نحو 83 ألف لبناني فقط.
إشكاليات في التصويت
وقبل إقفال باب التسجيل بدأت تطرح إشكاليات حول آلية اقتراع بعض المغتربين، الذين لا يملكون جوازات سفر، وخصوصاً اللبنانيين الذين تركوا لبنان خلال الحرب الأهلية. فوثيقة التعريف الوحيدة التي لديهم هي الهوية اللبنانية القديمة (البطاقة الخضراء). كما برزت مشكلة حول إمكانية عدم إقدام بعض دول الخليج على فتح السفارات، بعد طرد السفراء، ومصير المسجلين هناك (نحو 50 ألف مسجل)، هذا فضلاً عن عدم فتح أقلام اقتراع في الدول التي لا يتسجل فيها 200 ناخب أقله، كما ينص القانون.
لا أجوبة رسمية حول هذه الاستفسارات بعد. صحيح أن وزارة الداخلية بدأت تعمل ليلاً ونهاراً لإنجاز تنقيح القوائم المغتربين، كي تصبح جاهزة في 15 كانون الأول، كما ينص القانون، لكن قبل اجتماع مجلس الوزراء من الصعب بت أمور أكثر إلحاحاً تتعلق بالانتخابات، وعلى رأسها تعيين هيئة الإشراف، كما تقول مصادر مطلعة لـ"المدن". لكن من المرجح ألا يواجه المسجلون أي إشكالية تحرمهم من التصويت في الدول التي لن يخصص لها أقلام اقتراع. أي يصار إلى إعادتهم إلى قوائم الناخبين في لبنان. أما بخصوص الهويات القديمة فهناك تجربة في العام 2018 عندما أصدرت وزارة الخارجية جواز سفر للمغتربين بدولار واحد، يستخدم للاقتراع وحسب.
حماسة للتغيير
الملفت في إقدام اللبنانيين على التسجيل، هو وجود حماسة غير مسبوقة للتغيير وفق ما تؤكد مصادر المجموعات الناشطة في دول الاغتراب. ففي الانتخابات الماضية من أصل 83 ألف مسجل، اقترع نحو 47 ألف ناخب. وكانت الأصوات بغالبيتها العظمى لصالح قوى السلطة، فيما لم تحصل كل المجموعات والأحزاب المعارضة على أكثر من ألفي صوت. أما في الانتخابات المقبلة فالوضع مختلف تماماً. فمن تسجل يريد التصويت للتغيير، كما تبين للناشطين في أوروبا وفي أميركا الشمالية، وفي استراليا، حيث تفوقت المجموعات المعارضة على القوات اللبنانية هناك.
شبكة تواصل ضخمة
وتؤكد المصادر أن القوات اللبنانية هي الأكثر تنظيماً بين كل الأحزاب في الحملة الدعائية للتسجيل، ولديها ثقل كبير في أستراليا. لكن في مالبورن وسيدني تشكلت مجموعات شبيهة بالمجموعات التي تشكلت في لبنان خلال انتفاضة 17 تشرين. ونشطت هناك في تحريك المغتربين الذين نظموا وقفات مع الناشطين في لبنان في العامين المنصرمين. وهذه المجموعات نفسها تحولت إلى مكاتب لحث المغتربين على التسجيل في الأسابيع الفائتة.
وأسوة بأستراليا تنشط المجموعات المعارضة مثل (LDN lebanese diaspora network) و"مغتربين مجتمعين" و"صوتي" وIMPACT و"كلنا إرادة" وغيرها، في معظم دول الاغتراب. وأسست شبكة تواصل كبيرة. وأطلق الناشطون حملات إعلامية ضخمة على وسائل التواصل وخصصوا هواتف لاستفسارات المواطنين.
ثلثا الأصوات للمعارضة
ووفق المجموعات الناشطة تبين أن ارتفاع عدد المسجلين تزامن مع تواصل المجموعات مع المغتربين. أما التقديرات الأولية فهي ألا تحصل الأحزاب التقليدية على أكثر من ثلث الأصوات، وذلك بناءً على إحصاءات تجريها هناك. لكن قبل نشر قوائم الناخبين في 15 كانون الأول، من الصعب حسم مدى تأثير الصوت الاغترابي في كل دائرة من الدوائر الـ15 في لبنان. ففي افريقيا مثلاً يصعب معرفة اتجاه تصويت المسجلين قبل إصدار القوائم ومعرفة الدول التي حصل فيها العدد الأكبر من المسجلين. في حال كان عدد المسجلين أعلى في جنوب أفريقيا يطغى الصوت المعارض وفي حال كان في وسط افريقيا وشمالها يطغى الثنائي الشيعي.
وفق المعطيات الأولية، عدد المسجلين الذي قد يصل إلى 220 ألف صوت يترجم بنحو 15 مقعداً نيابياً، في حال احتسب المعدل الوسطي للحاصل الانتخابي بـ15 ألف صوت. ووفق التوقعات، فإن ثلث هذه المقاعد ستكون لقوى المعارضة. أما على مستوى الأحزاب فتتصدر القوات اللبنانية بالصوت الاغترابي.
تأثير المغتربين بالداخل
هذا الكم الكبير من المسجلين والنسبة المرتفعة للصوت الاعتراضي سيكون له تأثير كبير على معظم الدوائر الانتخابية في لبنان، وذلك في حال تم رفض طعن التيار الوطني الحر وثبت تصويت المغتربين للدوائر في لبنان. ففي بيروت الأولى حيث الحاصل الانتخابي منخفض (نحو 5 آلاف صوت) وفي حال اقترع 10 آلاف ناخب مغترب في هذه الدائرة، سيكون نصيبهم مقعدين.
وبمعزل عن بيروت الأولى، تأثير صوت المغتربين يختلف بين دائرة وأخرى، وسيكون عاملاً حاسماً في تحديد حواصل اللوائح خصوصاً في دوائر الشمال الثالثة (البترون والكورة وبشري وزغرتا) والمتن والبقاع الغربي، حيث الحاصل الانتخابي فيها نحو 11 ألف صوت. وحتى في دوائر مثل صيدا-جزين وبعبدا أو زحلة أو الشوف عاليه ودوائر أخرى، حيث كان الحاصل نحو 13 ألف صوت، سيكون صوت المغتربين عاملاً أساسياً في فوز المرشحين من خارج قوى السلطة.