مرشح؟ إتصل بنا
الإتحاد اللبناني للفروسية عنوان فشل فهل اقترب التغيير؟

الإتحاد اللبناني للفروسية عنوان فشل فهل اقترب التغيير؟

لعنة العشوائية وسوء الإدارة وغياب الرؤيا تلاحق محبّي رياضة الفروسية وذلك بفعل الإخفاقات الكبيرة التي ألمّت بهذه الرياضة والسبب وضع الإتحاد العقيم واستمرار الوضع المزري كما هو عليه منذ عقود من الزمن.

كل الرياضات حول العالم عانت الأمرّين بفعل جائحة كورونا خاصة في بدايات الأزمة يوم كانت المعلومات عن الفيروس قليلة ويجهل العالم كيفية التعاطي معه، لكن مع تقدّم الأبحاث وجلاء التفاصيل استعادت مختلف الرياضات أنشطتها، ضمن تدابير وقائية أثبتت فعاليتها، ليتبيّن منذ الأيام الأولى لكورونا أن رياضة الفروسية هي الاكثر أماناً والأضمن وذلك لطبيعة التباعد الحتمي لأي فارس على صهوة جواده مسافة أقلها مترين عن أي شخص آخر، إضافة إلى ممارسة هذه الرياضة في الهواء الطلق ما يجنب انتقال العدوى.

هذه النعمة استحالت على الفرسان اللبنانيين وحوّلها الإتحاد إلى نقمة في لبنان بفعل أدائه الكارثي. لماذا؟ لأنه وبكل بساطة فضّل الإتحاد اللبناني للفروسية وقف كل مبارياته عوضا عن تكبيد أعضائه عناء التنظيم في هكذا ظروف.
لم تنته الأمور هنا فقد عادت كل القطاعات الرياضية والزراعية إلى عملها الطبيعي في حين يستمر العمل غير الطبيعي في هذا الإتحاد العقيم من خلال التعطيل والتأجيل والتعاطي باستخفاف بمصير الآلاف ممن يتعاطون بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه الرياضة.
وها هو اليوم يستفيق من سباته العميق ليتحنّن على أصحاب الأندية بسلسلة تدابير اعتبرها وقائية إلا أنها تعجيزية أكثر منه أي شيء آخر. هذا ناهيك عن انقضاء الفصل الأول من السنة من دون توزيع جدول زمني بمباريات البطولة لهذه السنة. لعل الإتحاد يرى أن لا داعي للعجلة، فطالما أن بعض الفرسان المحسوبين عليه لم يؤمن أحصنة جديدة توقف مسلسل الخسارة الدائمة في السنوات الأخيرة فالأمور ذاهبة نحو التأجيل.
لكن هذه المهزلة يجب أن تتوقف في مكان ما، فالنظر ولو سريعا إلى كيفية تعاطي الإتحادات حول العالم مع جائحة كورونا، وفي دول أشد أزمة من لبنان، يجعلنا ندرك الدرك الذي أوصلونا إليه.
صحيح أن الإمكانيات قليلة لكن ماذا فعلوا لتعزيزها؟ لا شيء. واذا تعذر الدعم المادي لماذا الإخفاق بالتواصل المباشر أو عبر التواصل الإجتماعي؟ لماذا يغيب تطوير القوانين التي تعزّز حضور هذه اللعبة في المجتمع اللبناني؟ لماذا التعاطي السطحي برياضة يمكن أن تخرّج أبطالا يرفعون اسم لبنان؟ لا جواب.
وحدها العبثية تتحكّم بهذه اللعبة بانتظار معجزة ما تقي فرسان لبنان شرّ هؤلاء.