مرشح؟ إتصل بنا
جيسيكا عازار وايدي أبي اللمع والسمّ بالعسل

جيسيكا عازار وايدي أبي اللمع والسمّ بالعسل

لم يكن أحد ليتوقع أن تحقق جيسيكا عازار ما حققته في الأسابيع القليلة المنصرمة. وعلى الرغم من أنه الأمر الطبيعي الذي يسعى إليه أي مرشح، إلا أن التقدم الزائد للمرشحة الشابة من الطبيعي أيضا أن يخلق نوعا من الحساسية بينها وبين المرشح عن المقعد الماروني ايدي أبي اللمع، لأنه كما بات معروفا وفق قانون الإنتخابات الحالي، كلما اجتمع مرشحان زميلان في لائحة واحدة يكون شيطان التفضيلي ثالثهما.

 

من يتابع سير العملية الإنتخابية في دائرة المتن الشمالي وتحرك لائحة القوات اللبنانية، لابد له من أن يلحظ تقدم المرشحة عن المقعد الأورثوذكسي جيسيكا عازار على سائر زملائها في اللائحة على عدة صعد. فالمرشحة الشابة تعمل على وتر الشباب وتقدم نفسها كمطالبة بحقوقهم وتطالب في كل محطاتها الإنتخابية بإعطائهم الفرصة لإظهار القدرة على التغيير.

 

كما أنها تطل في زياراتها، الكثيرة والمتواصلة، بابتسامة عريضة تكسر المسافات بينها وبين الحشود التي تتجمهر لملاقاتها. يأتي الكثيرون ليتفرّجوا على جيسيكا الجميلة كما عرفوها على التلفاز ليتفاجأوا بجيسيكا أخرى، تناقشهم في السياسة وتفند مختلف المواضيع، تصغي وتسمع الهواجس، لتنتقل بسرعة إلى محطة انتخابية أخرى. أضف إلى ذلك، أن الشابة الطموحة تعرف جيدا مفاتيح الإعلام والإعلاميين، وقد لعبت العلاقة الطيبة بينها وبين الكثير من الزملاء دورا في تألقها خلال الإطلالات الإعلامية التي أجرتها ما أسهم في تقدم جيسيكا سريعا في استطلاعات الرأي على كل زملائها في اللائحة.

 

هذا إضافة إلى أنه يسجل لعازار حسن تنظيم فريقها الإداري، ففريق العمل مؤلف من أشخاص لها فيهم ملئ الثقة وأكفاء إلى حد بعيد. كما أن الكثير من المواطنين الذين شاركوا في النشاطات التي أعدت قد خرجوا بانطباع بأن عازار حريصة في كل وقفاتها على حسن الضيافة وأن "تعمل من قيمة الناس" إذا جاز التعبير باللغة الشعبية.

 

هذا البروفيل لم يكن في حسبان أبي اللمع الذي بدأ يُنقل عنه انزعاجه الكبير من الحركة والديناميكية التي ترافق حملة جيسيكا، حتى وصل الأمر بمقربين إليه إلى الدعوة لمقاطعة اللقاءات التي تنظمها عازار في مختلف المناطق المتنية، وبدا المشهد إلى حد كبير كمن يدسّ السمّ الإنتخابي في عسل شابة طموحة، الأمر الذي أزعج الكثير من المقربين من لائحة "المتن قلب لبنان". وينطلق المنزعجون من تخوفهم بأن لا تحصد اللائحة أكثر من حاصل واحد وبالتالي فإن حركة الأصوات لا تحتمل اللعب بالنار فأي استمرار لتقدم عازار قد يحرم أبي اللمع من نعمة المقعد الذي يسعى إليه منذ عقود. وهو ما قد ينعكس على توازنات تتخطى اللعبة الإنتخابية المتنية لتصل إلى التوازنات الداخلية في قيادة القوات اللبنانية.

 

"حسابات الحقلة" التي كذبتها "حسابات البيدر" وحتى السادس من أيار يخلق الله ما لا تعلمون.