مرشح؟ إتصل بنا
!حزب الله

!حزب الله" يرسم خيارات المرحلة القادمة انتخابيّاً فيما " التيار الوطني الحر" يؤمن له الغطاء...فدمتم على وطن"

كتب شادي هيلانة في "أخبار اليوم" :
استحقاق 2022 الانتخابي، يشكل إحدى آخر المحاولات الجدية لإنتاج سلطة سياسية جديدة. لكن اي محاولة من هذا النوع تحمل في طياتها محاولة لـ"كسر حزب الله" و"مغطي شرعيته" اي التيّار الوطني الحر. لذا سيكون الضغط الاقليمي وعلى رأسه الاميركي متمحوراً حول هذه النقطة، بما يضمن عزل الحزب داخلياً، وتحديداً عن "الشرعية المسيحية"، التي تؤمّن الغطاء لهُ، وتساهم في تثبيت دوره من خلال التفاهم مع قوة مسيحية في موقع رئاسة الجمهورية وغيرها من اجل استثمارها في استحقاقات هامّة.
وفي المقابل، يتمكن حزب الله يوماً بعد يوم من فرض سلطته، استعداداً لهذا الاستحقاق الفاصل (الانتخابات النيابية 2022)، اذ تجلت قوته بإنجاز الحكومة الجديدة التي يترأسها الرئيس نجيب ميقاتي، وكسر الحصار على طهران، من خلال تحدّيه المجتمع الدولي، واستجلاب النفط الايراني عبر المعابر غير الشرعية، وآخرها زيارة وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان في تحدٍّ بوجه القوى الدولية المعادية لمحور الممانعة والقول: "نحن هنا شاء من شاء وابى من ابى".
في هذا الاطار، انّ ضمان هذا المركز من القوة السياسية لا يتوج الا بغطاءٍ شرعي ولو مؤقت، من خلال تعزيز شراكته مع الحلفاء. وفي الواقع، كان المجتمع الدولي قد كافأ هؤلاء الحلفاء: إذ أصبح العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية بمباركة من أوروبا والولايات المتحدة، كما وتم إقرار القانون الانتخابي يُرضي رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي سُهّل دون ضغوط دولية .
وانطلاقا مما تقدم، يُقّر حزب الله بـ"ضراوة" المعركة الانتخابية التي سيخوضها داخلياً وخارجياً، وعلى أرض الواقع، بدأ يعُد العدّة للإستحقاق القادم، سواء لناحية التحالفات أو من خلال مقاربة العناوين التي سيُطلقها، حيث من المتوقع ان يرسم امين عام الحزب السيد حسن نصرالله في اطلالته الاثنين المقبل، خيارات المرحلة القادمة انتخابياً، عبر اطلاق شعارات شعبوية جديدة تتماشى مع الأزمة التي يعيشها المواطنون، وتحديداً أبناء الطائفة الشيعية.
علماً، انّ لدى حزب الله القدرة والامكانات لتأجيل الاستحقاق النيابي، والتي قد تكون مطروحة وقائمة.
ومن شبه المؤكد أنّ الحزب لن ينفصل عن التيار الوطني الحر كما أنّ الالتزام والترابط مع حركة أمل والحزب القومي الاجتماعي الى جانب حزب البعث السوري باقٍ ومستمر. وفي مناطق عديدة، سيعيد النظر ببعض التحالفات على أنّ يبادر إلى تثبيت القديم منها بشكل أكبر.
وهنا تكمن مصلحة حزب الله، وقبل الحديث عن أيّ شيء آخر، حلّ الخلاف بين حليفيه المسيحيين (التيار الوطني الحر وتيار المردة) خلال وقت سريع من أجل ضمان أكثرية نيابية، تتحدّد في إعادة وصل الحلفاء مع بعضهم البعض...
المهمة سهلة طالما أنّ الأهداف الانتخابية تضمن تكريس نفوذ القوى بشكل أكبر، وتقطع الطريق أمام الخصوم في المناطق المسيحية.